أشار المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، الى اننا "في منطقة ملتهبة، والانقسام فيها استراتيجي، والخصومة يبدو أنها طويلة، ولا يمكن التسليم بوجود كيان صهيوني في فلسطين، والمعركة محسومة أنها معركة حياة أو موت، وتحشيد القوة وتوحيد الجبهات ضرورة للثأر من تل أبيب، والفرصة متاحة، وزمن التفوّق الصهيوني انتهى، والثأر الشامل كفيل بسحق تل أبيب وكيانها، والمسألة مسألة وقت، والمعركة معركة مراحل سريعة. والمحسوم أن الكيان الصهيوني يعيش مرحلة العد العكسي لنهايته، ولفصائل المقاومة أقول: أغرقوا تل أبيب بالصواريخ لأن رأس الأفعى هناك".
أما بموضوع التسوية الرئاسية، اعتبر خلال خطبة الجمعة، أنه "رغم الأجواء الإيجابية، إلا أن الطبخة الدولية الإقليمية تعيش لحظة تعقيد مقصود، وهنا بالداخل اللبناني من لا يريد تسوية رئاسية، ويعمل على تطييرها، وعينه على إغراق البلد بأسوأ انهيار، بهدف تقسيم البلد إلى دويلات. وعلى هذا البعض أن يفهم أن التقسيم يعني حرباً أهلية. وبالنسبة لنا نحن لن نقبل بمتاريس ولا بخطوط تماس، ولا بساحات ولا بميادين، فقط أمر واحد نهدف إليه دولة مواطنة مركزية، وشراكة وطنية، ومن يلعب بنار التقسيم ستلتهمه النيران قبل أي أحد"... مذكّراً "أن الصبر إلى ما لا نهاية سيؤدي إلى ضياع لبنان، والتسوية على القطعة والحبّة تفكيك للدولة، والتعيين بالمراكز الطائفية الحساسة دون إنجاز التسوية الرئاسية تطيير للتسوية وتطيير للبنان، وبلدنا لم يعد يحتمل، وإذا صدقت النوايا من الممكن جداً أن يكون انتخاب رئيس جمهورية في الشهر القادم ولصالح الجميع، وتطيير التسوية قد يكون أسوأ الكوارث على لبنان".
وطالب قبلان حكومة تصريف الأعمال "بتصريف الأعمال وليس النقاهة والاستهتار، فبئس حكومة لا تعرف إلا النوم والكسل، والناس في أقصى تعبها، والصبر على تعاسة الحكومة وكسلها لا يطاق، والنزوح أصبح كارثة وجودية على بلدنا، والسكوت على هذه الأزمة خيانة، والمماطلة تضع لبنان في صندوق إضافي بل أساسي من الأزمات، فلا بد من تنظيم النزوح باتجاه العودة المحسومة والآمنة، والدولة والبلديات والهيئات المختلفة مطالبة باعتماد أقصى درجات الضغط في قضية النزوح، والضغط الأوروبي والأمريكي والأممي لدمج النزوح خيانة عظمى، والقبول به يضعنا أمام حرب أهلية، والحل الوحيد يكمن بفتح البحر أمام النزوح لإغراق أوروبا بما اقترفت يداها بالحرب السورية".
ورأى أن "استئناف العمل الدبلوماسي بين السعودية وسوريا، والتسوية السياسية بين الرياض وطهران أمر في غاية الأهمية، بل من الضرورات لأمن وأمان المنطقة وأهلها، إلا أن تأخير التسويات الإقليمية الحامية أمر قد يضر الجميع، والأشياء بأوانها وإلا فاتت، والمطلوب من السلطة السياسية في لبنان أن تفهم أن مصلحتها بعلاقات كاملة ومشتركة وأخوية مع دمشق، لا مع واشنطن التي لم تقدّم للبنان إلا الحصار والتفليس والنهب والخراب".